هكذا هي الدنيا يا ابن ادم


هكذا هي الدنيا يا ابن ادم

سوف نبدأ الموضوع على الواقع العام

قصة شب فلسطيني أخد على الجو
يقول : هذا الفلسطيني

كلهم صاروا يتهربون مني وكأنهم لا يعرفونني
وكلهم حذفوا أسمي من قائمة معارفهم
فصرت في عين هذا فتى مراهق
وفي عين الآخر شاب لا يعرف مصلحته
وحتى تلك التي كنت أعتبرها أعز إخوتي صارت لا تعرفني
بل وربما تحقد علي وتكرهني كما تكرهينني أنت
..

هل تموت العشرة هكذا فجأة ؟
وهل تنتهي علاقتكم بشخص كنتم تعتبرونه أخاً لكم بهذه الطريقة الدنيئة ؟
إن علاقتي بشخص أعرفه
تبقى إلى أن أرحل أنا أو يرحل هو عن هذه الدنيا
ولا تموت صلات الأخوة والصداقة فجأة كما فعلتم
أنتم ..
ولا تعتمد معرفتي لشخص ما على معرفتي بغيره ..
ولكن هذا هو حال الدنيا
لا يوجد فيها مكان للمثاليات والأصول الإنسانية
إلا لمصلحة أو قرابة ..
والدنيا هي دار نلتقي فيها بناس نحبهم ويحبوننا
ونقترب منهم أكثر لنكون كالأهل أو أكثر
وبعدها يختار أحدهم خيانة العشرة ونسيان المحبة
ليذهبوا بكل سهولة ويلتقوا بغيرنا
ويكررون معه نفس القصة ..
وهكذا هم الذين يعرفون الأصول جيداً ..
يهربون بسرعة عندما يروني ويتجاهلونني عندما أقترب منهم
ولا يذكرونني لأنني صرت غريباً عنهم ولست من مستوى معارفهم الجديدة
فنعماً بهؤلاء الذين كنا في يوم من الأيام نحترمهم
وجعلنا لهم في قلوبنا مكانة خاصة
ولكن تعلمت جيداً من ذلك
أن الناس الذين نمد لهم أيدينا
يجب أن نأخذ منهم وعداً بالوفاء إلى الأبد
مهما كانت الظروف ومهما كان قدر الأيام
ولكن هنا أرى سؤالاً يطرح نفسه ..
من في هذا الزمن يقدر الوفاء ومن في هذه الأيام يعرف الأصول
ومن في هذا الوقت الرديء يعترف بالواجب ؟!
قلت لي أنت بأنك ستكون صديقاً وفياً إلى الأبد
واليوم أراك تنكرت لي وكأنك لا تعرفني ..!
قال لي الآخر بأنه أكثر من أخ
وأن بيننا أكبر من علاقة قرابه ومحبة
ولكنني أراه اليوم يتجاهلني
وكأنني أغرب الناس إلى نور عينيه ..!
قالت لي هي أنت بمثابة أخي
وأن الأخوة في الدنيا وأن الدنيا دار حياة أو موت
ولكنها صارت اليوم أبعد ما تكون عن معنى الأخوة
أو حتى المعرفة السطحية .. !
شكراً لكم جميعاً ..
لقد تعلمت الدرس جيداً
وحفظت معادن الناس بشكل صحيح
ولو كان بيدي لزرعت السدود والحواجز بيني وبينكم
لأنني لا أريد أن أعرف ناساً ينظرون
إلى المعاني الجميلة مثل المعرفة والصداقة والأخوة
من منظور إنسان يرى أن المال والقرابة والأصل هي مقياس الوفاء
وهي التي تجبرنا على البقاء على العهد ..
ولن أكمل حديثي فما قلته يكفي ..
وهكذا الدنيا يا بني آدم !!

أبو يزن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق